كلية الآداب

تسعى كلية الآداب جامعة بنها الى تحقيق الريادة والتميز فى مجالات الآداب والعلوم الانسانية على المستويين المحلى والإقليمى

المزيد

تلتزم كلية الآداب جامعة بنها بإعداد خريجين قادرين على البحث والإبداع فى برامجها الأكاديمية المختلفة.

المزيد

تطوير الكلية لتكون مركز إشعاع علمي وحضاري وثقافي في قطاع العلوم الإنسانية وأن تقوم كلية الآداب جامعة بنها.

المزيد

النشرة الثقافية النفسية لكلية الآداب بعنوان :- قولي احبك

النشرة الثقافية النفسية لكلية الآداب بعنوان :- قولي احبك

اطبع البريد الإلكترونى
(0 تصويتات)

صدر عن وكالة كلية الآداب لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ـ جامعة بنها العدد رقم (17) من النشرة الثقافية النفسية.

تحرير: أ.د. عادل كمال خضر

أستاذ علم النفس الإكلينيكي والتحليل النفسي ووكيل كلية الآداب والقائم بأعمال عميد الكلية

الحب  من  المشاعر السامية التي يحتاجها الإنسان ، وخاصة الأطفال ، لأنها تمنحهم القبول وشرعية الوجود .. وصدق أفلاطون عندما قال إنما الحب هو المطلع من اللاوجود إلى الوجود .. فالحب هو الوجود الإيجابي  للذات ،  ومن ثم يكون العدم في الكراهية ، ونجد أنفسنا هنا أمام غرائز الحياة وغرائز الموت لدى  فرويد .

 

        والملاحظ لدى الطفل في فترة الرضاعة أنه في حاجة ماسة لهذا الحب ، حتى أن علماء النفس يرون أن الطفل عندما يرضع من ثدي أمه إنما يرضع حبًا وحنانًا إلى جانب رضاعته للبن ، فإذا لم يشبع الطفل من أحضان أمه أثناء ضمه لصدرها وهو يرضع ،  يطلب منها مرة أخرى الرضاعة ، لا بهدف الحصول على اللبن بل للحصول على الحب والحنان والدف وشرعية الوجود .. والأم المرضعة  قد  تلاحظ ذلك ،  حيث تقول  لطفلها آنذاك  : " أنت لسه راضع " ، لكنها فقط تعي الجانب البدني ، وتغفل عن الجانب النفسي وهو احتياج الطفل لأحضانها .

 

        لقد تم  إجراء تجربة على قرد  في مرحلة الرضاعة ،  حيث قام العلماء بوضعه في غرفة بمفرده ، وتم عمل بزازتين من اللبن مثل بعضيهما تمامًا ، ووضعت إحدى البزازتين في هيكل قرد من السلك ، والبزازة الأخرى تم وضعها في هيكل قرد من الفرو ، داخل نفس الغرفة وعلى مرمى بصر القرد ، فكان القرد الرضيع عندما يرغب في الرضاعة لا يذهب إلى بزازة اللبن التي بالهيكل السلك وإنما يذهب للحصول على اللبن من البزازة التي بالهيكل الفرو حيث الدفء والشعور بالراحة . 

 

         فأول تعبير عن الحب هو إذن مرتبط بالطعام .. ولكن للأسف يظل الطعام كتعبير عن الحب لدى كثير من الأمهات  أسلوبهن الوحيد في التعامل مع أبنائهن . فالأم تتفنن كل يوم في عمل الأكل لأبنائهن ،  وترعاهن وتتحمل المشاق من أجلهن ، ولكن دون أن تعبر بالكلام عن حبها لهم  ..  فلا تقول لطفلها أبداً " أنا أحبك " ، ولا تقوم بتقبيله واحتضانه .. وفقط تعبر عن حبها له باهتمامها بأكله وتحرص دومًا على أن يشبع .. ويظل الأمر كذلك حتى عندما يكبر الأبناء ، كل هم الأم على الأكل مع إهمال المشاعر .. حتى أن المثل الشعبي يعبر عن ذلك بقوله : " دبش العروسة للبيت وصل والأم مشغولة بتقطيع البصل " .

 

        وبعض الأمهات يبالغن في الاهتمام الزائد بإطعام أطفالهن إلى درجة أن الأم تعمل دومًا على أن يظل ابنها في حالة شبع وتخمة ، وربما كان ذلك ليس تعبيرًا عن الحب ، ولا التعويض عنه ،  بل قد يعكس  رغبة دفينة لدى الأم في موت الطفل وإنهاء حياته . 

 

        وتزداد أزمة  التعبير عن الحب  في الوقت المعاصر ، لعدم مكوث الوالدين مع أبنائهم ، نظرًا لانشغالهم بأعمالهم .. والبديل هو إعطائهم الشيكولاتة والشيبسي  والحاجات  الحلوة ..   وإذا  حرم  منها  الطفل  يقول  لوالديه  أنهما لا يحبانه ، فقد عودوه أن الحب هو في إعطائهم إياه الشيكولاته والحاجات الحلوة فالحب ليس مشاعر وأحاسيس وعواطف إيجابية وتعبيرات بالكلام عنه بل هو التعبير بالأكل .. حتى أنه  في أعياد الميلاد  والمناسبات الاحتفالية  ربما  اكتفى الأب بإحضار التورتة وانصرف لشئونه ، أو قامت الأم بإعداد الحلوى  وإطعام أبنائها  دون التعبير  عن حبها لهم .

 

        وربما يرجع عدم تعبير بعض الأمهات عن حبهن لأطفالهم ، إلى التنشئة القاسية التي تعرضن لها في طفولتهن من والديهم المنتميان للجيل الماضي ،  تلك التنشئة القائمة على التسلط والإهمال ، والتي تقوم أيضًا على كبت العواطف ..  أو أن بعض الأمهات يعتبرن التعبير بالكلام عن الحب لأطفالهن ضعف ،  ويخشون أن يتعود أطفالهن على الدلع .. ويرون أن تتم التربية بالشدة حتى ينصلح أحوال أطفالهن .

 

        إلا أنه من المؤكد أن الطفل في حاجة ماسة إلى أن تقول له أمه  : " أنا أحبك  " ،  مصحوب ذلك ببشاشة الوجه ، ومسح على الشعر ، ودغدغة بالذقن ، وطبطبة على الكتف ، والاحتضان والتقبيل ..  وجميعها لمسات سحرية  تتيح لطاقة الحب " اللبيدو "  أن تنتقل من الأم للطفل فيستشعرها كذلك ويشعر أن وجوده مرغوب فيه ، وأنه مرحب به في الأسرة ، وأن هناك من يهتم لأمره ويبادله الحب .. وفي ذلك  قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "  إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه " . فما بال الأم تبخل عن قول أحبك  لأطفالها .

 

        ومن جهة أخرى  نجد  في الحياة بين الزوجين ـ أن من  ينشأ على عدم  التعبير بالحب  قد يساء  فهمه من القرين ، وربما تعقدت الأمور بعد ذلك مع شريك الحياة ..  فبعض الأزواج يعيشون في كنف الأسرة ليأكلون ويعملون وينامون ،  دونما  يقول أحدهم  للآخر " أنا أحبك " ..  وقد تأخذ الزوجة بالمثل القائل أقرب طريق لقلب زوجك معدته ، ولا تأخذ بالمثل القائل " بصلة المحب خروف " ..  وربما أن عاداتنا وتقاليدنا  قد ساعدت على ذلك ،  حيث ارتبط  التعبير عن الحب بكونه عيب  وحرام  وخاصة عند الفتيات .. بينما يعده البعض نقص  من  رجولة  الولد ..  ومن ثم  يجب  علينا الخروج سريعًا من أسر الماضي .. ولنتفهم أن الحفاظ على الأسرة واستمرارها وتماسكها يكون بالتعبير عن الحب .

 

        وإذا كنا نطلب من الأمهات والآباء التعبير عن حبهم لأطفالهم ، فإننا نطلب من الأبناء أيضًا أن يتفهموا ما خفي من مشاعر الآباء ، وليعلموا أنه برغم عدم تعبير والديهم عن الحب لهم ، إلا أن سلوكهم يؤكد ذلك . ومن ثم مزيد من التفهم لشخصية الآباء في الأجيال السابقة ، وأن فروق جمة في تنشئة الآباء وتنشئة الأبناء .. ومن ثم فعدم نطق الآباء بكلمات الحب لأطفالهم  لا تعني وجود الكراهية لهم . ولكنهم لم يتعودوا أن يسمعوا كلمات الحب ويتبادلونها مع آبائهم ، ومن ثم هم لا يقولون أحبك لأطفالهم وأزواجهم .

 

        ويجب ملاحظة أن الحاجة إلى الحب قد تجعل الطفل عندما  يكبر  ويصبح راشدًا  في بحث دائب عن الحب  ،  دون  إعطائه ،  فهو يريد  أن يكون  موضع حب  من  زوجته ،  ولكن ليس  لديه العاطفة  تجاهها  ولا يعبر عن ذلك بكلمات الحب لزوجته .. فهو يعيش الزواج التقليدي ، يمارس الجنس دون عاطفة بفعل ميكانيزم العزل  ..  وقد يكون زوجًا مثاليًا إلا  أنه  لا يعبر عن حبه لزوجته .. وقد يؤدي ذلك  إلى  فشل  الزواج ..  لأن  المرأة  بطبيعتها  هي بحاجة  شديدة  إلى أن يبادلها زوجها المشاعر العاطفية وكلمات الحب والإعجاب .. فبالحب تكون الحياة .. والمثل الشعبي يقول : " حبيتني وحبيتك  ولما جاء عزرائيل  من محبتي دفيتك " .

 

      والطفل الذي حرم من كلمات الحب من أمه قد يجد نفسه مدفوعًا نحو الزواج من امرأة في سن أمه حيث ينكص بذلك إلى  إِشباع العلاقة المبكرة بالموضوع الأول ( الأم ) .. بينما تظل البنت  تبحث عن الحب الذي افتقدته من أبيها في شيخ هرم ، ودون وعي  منها تجد  نفسها تتحرك للبحث عن نموذج الأب .. وربما وقعت في حب شخص في سن أبيها  يكون لها زوجًا ( وأبًا ) ، لتشبع حبها المفقود .. فهي لم تحصل على حب كاف من الأب ، ومن ثم تعمل على أن تحصل على بديل للأب تعيش معه قصة حب والمثل يقول هنا " حب العواجيز طعمه لذيذ ".. ومثلما يؤدي فقدان الحب إلى النكوص للموضوع الأول ، كذلك فإن الإشباع الزائد للعاطفة والحب المبالغ فيه من قبل الأب والأم قد يؤدي إلى النكوص لمراكز التثبيت بحثًا عن النموذج الأول للحب عند معاناة الإحباط . 

 

        أما إذا  استشعر  الطفل  بأن  أمه  تكرهه لكونها لا تقول له " أنا أحبك " ، فقد تتولد لديه كراهية مكبوتة تجاه أمه ، يظهر أثرها عندما يصبح راشدًا فإذا هو عدو للنساء ، وذلك بفعل عدة ميكانيزمات للدفاع هي : الإسقاط والنقل والتعميم ، فالإسقاط يأتي بنفي كراهيته لأمه بل يراها هي التي تكرهه .. والنقل يتم بإزاحة كراهيته لأمه لتتحول إلى  امرأة أخرى  تمثل نموذج للأم ( في إطار من نقل العدوان ) ، والتعميم يتم بتوجيه عدوانيته لكافة النساء وليس فقط لنموذج الأم .

 

        وحيث أن الأم هي  موضوع الحب الأول  للطفل ، ذكرًا كان أو أنثى ، فإن الطفل  ينتظر تدفق كلمات الأم المعبرة عن الحب ومشاعرها الفياضة تجاهه واستمرارية ذلك كلما كبر ..  فالطفل ينتظر من أمه بشكل خاص كلمات الحب بين حين وآخر .. فهذه الكلمات هي التي تمنحه شرعية الوجود ، فإذا غاب الحب حلت الكراهية ، وقد نصل إلى الاكتئاب ، وربما الانتحار .

 

 

        أيتها الأم .. قولي أحبك .. فلا يكفي أن تعبري عن حبك بملأ معدة طفلك .. قولي له أنا أحبك .. كلمة واحدة ينتظرها طفلك ، ولكن لها مفعول السحر .. قوليها .. وخذيه بين أحضانك ، وقبليه .. فدون التعبير عن حبك لطفلك  لن يتمتع بالصحة النفسية .. وستظل كلمة أحبك ثقيلة على لسانه ولن يطاوعه قلبه لقولها لك في مستقبل الأيام لأنه لم يسمعها منك ..  وعن أبو هريرة  قال : جاء الأقرع بن حابس إلى رسول الله   فرآه يقبّل الحسن بن علي ، فقال الأقرع : أتقبّلون صبيانكم ؟!  فقال رسول الله : (نعم) ، فقال الأقرع : إن لي عشرةً من الولد ما قبلت واحدًا منهم قط ، فقال له رسول الله : ( من لا يرحم لا يرحم ) . 

 

الحب  من  المشاعر السامية التي يحتاجها الإنسان ، وخاصة الأطفال ، لأنها تمنحهم القبول وشرعية الوجود .. وصدق أفلاطون عندما قال إنما الحب هو المطلع من اللاوجود إلى الوجود .. فالحب هو الوجود الإيجابي  للذات ،  ومن ثم يكون العدم في الكراهية ، ونجد أنفسنا هنا أمام غرائز الحياة وغرائز الموت لدى  فرويد .

 

        والملاحظ لدى الطفل في فترة الرضاعة أنه في حاجة ماسة لهذا الحب ، حتى أن علماء النفس يرون أن الطفل عندما يرضع من ثدي أمه إنما يرضع حبًا وحنانًا إلى جانب رضاعته للبن ، فإذا لم يشبع الطفل من أحضان أمه أثناء ضمه لصدرها وهو يرضع ،  يطلب منها مرة أخرى الرضاعة ، لا بهدف الحصول على اللبن بل للحصول على الحب والحنان والدف وشرعية الوجود .. والأم المرضعة  قد  تلاحظ ذلك ،  حيث تقول  لطفلها آنذاك  : " أنت لسه راضع " ، لكنها فقط تعي الجانب البدني ، وتغفل عن الجانب النفسي وهو احتياج الطفل لأحضانها .

 

        لقد تم  إجراء تجربة على قرد  في مرحلة الرضاعة ،  حيث قام العلماء بوضعه في غرفة بمفرده ، وتم عمل بزازتين من اللبن مثل بعضيهما تمامًا ، ووضعت إحدى البزازتين في هيكل قرد من السلك ، والبزازة الأخرى تم وضعها في هيكل قرد من الفرو ، داخل نفس الغرفة وعلى مرمى بصر القرد ، فكان القرد الرضيع عندما يرغب في الرضاعة لا يذهب إلى بزازة اللبن التي بالهيكل السلك وإنما يذهب للحصول على اللبن من البزازة التي بالهيكل الفرو حيث الدفء والشعور بالراحة .

 

         فأول تعبير عن الحب هو إذن مرتبط بالطعام .. ولكن للأسف يظل الطعام كتعبير عن الحب لدى كثير من الأمهات  أسلوبهن الوحيد في التعامل مع أبنائهن . فالأم تتفنن كل يوم في عمل الأكل لأبنائهن ،  وترعاهن وتتحمل المشاق من أجلهن ، ولكن دون أن تعبر بالكلام عن حبها لهم  ..  فلا تقول لطفلها أبداً " أنا أحبك " ، ولا تقوم بتقبيله واحتضانه .. وفقط تعبر عن حبها له باهتمامها بأكله وتحرص دومًا على أن يشبع .. ويظل الأمر كذلك حتى عندما يكبر الأبناء ، كل هم الأم على الأكل مع إهمال المشاعر .. حتى أن المثل الشعبي يعبر عن ذلك بقوله : " دبش العروسة للبيت وصل والأم مشغولة بتقطيع البصل " .

 

        وبعض الأمهات يبالغن في الاهتمام الزائد بإطعام أطفالهن إلى درجة أن الأم تعمل دومًا على أن يظل ابنها في حالة شبع وتخمة ، وربما كان ذلك ليس تعبيرًا عن الحب ، ولا التعويض عنه ،  بل قد يعكس  رغبة دفينة لدى الأم في موت الطفل وإنهاء حياته .

 

        وتزداد أزمة  التعبير عن الحب  في الوقت المعاصر ، لعدم مكوث الوالدين مع أبنائهم ، نظرًا لانشغالهم بأعمالهم .. والبديل هو إعطائهم الشيكولاتة والشيبسي  والحاجات  الحلوة ..   وإذا  حرم  منها  الطفل  يقول  لوالديه  أنهما لا يحبانه ، فقد عودوه أن الحب هو في إعطائهم إياه الشيكولاته والحاجات الحلوة فالحب ليس مشاعر وأحاسيس وعواطف إيجابية وتعبيرات بالكلام عنه بل هو التعبير بالأكل .. حتى أنه  في أعياد الميلاد  والمناسبات الاحتفالية  ربما  اكتفى الأب بإحضار التورتة وانصرف لشئونه ، أو قامت الأم بإعداد الحلوى  وإطعام أبنائها  دون التعبير  عن حبها لهم .

 

        وربما يرجع عدم تعبير بعض الأمهات عن حبهن لأطفالهم ، إلى التنشئة القاسية التي تعرضن لها في طفولتهن من والديهم المنتميان للجيل الماضي ،  تلك التنشئة القائمة على التسلط والإهمال ، والتي تقوم أيضًا على كبت العواطف ..  أو أن بعض الأمهات يعتبرن التعبير بالكلام عن الحب لأطفالهن ضعف ،  ويخشون أن يتعود أطفالهن على الدلع .. ويرون أن تتم التربية بالشدة حتى ينصلح أحوال أطفالهن .

 

        إلا أنه من المؤكد أن الطفل في حاجة ماسة إلى أن تقول له أمه  : " أنا أحبك  " ،  مصحوب ذلك ببشاشة الوجه ، ومسح على الشعر ، ودغدغة بالذقن ، وطبطبة على الكتف ، والاحتضان والتقبيل ..  وجميعها لمسات سحرية  تتيح لطاقة الحب " اللبيدو "  أن تنتقل من الأم للطفل فيستشعرها كذلك ويشعر أن وجوده مرغوب فيه ، وأنه مرحب به في الأسرة ، وأن هناك من يهتم لأمره ويبادله الحب .. وفي ذلك  قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه " . فما بال الأم تبخل عن قول أحبك  لأطفالها .

 

        ومن جهة أخرى  نجد  في الحياة بين الزوجين ـ أن من  ينشأ على عدم  التعبير بالحب  قد يساء  فهمه من القرين ، وربما تعقدت الأمور بعد ذلك مع شريك الحياة ..  فبعض الأزواج يعيشون في كنف الأسرة ليأكلون ويعملون وينامون ،  دونما  يقول أحدهم  للآخر " أنا أحبك " ..  وقد تأخذ الزوجة بالمثل القائل أقرب طريق لقلب زوجك معدته ، ولا تأخذ بالمثل القائل " بصلة المحب خروف " ..  وربما أن عاداتنا وتقاليدنا  قد ساعدت على ذلك ،  حيث ارتبط  التعبير عن الحب بكونه عيب  وحرام  وخاصة عند الفتيات .. بينما يعده البعض نقص  من  رجولة  الولد ..  ومن ثم  يجب  علينا الخروج سريعًا من أسر الماضي .. ولنتفهم أن الحفاظ على الأسرة واستمرارها وتماسكها يكون بالتعبير عن الحب .

 

        وإذا كنا نطلب من الأمهات والآباء التعبير عن حبهم لأطفالهم ، فإننا نطلب من الأبناء أيضًا أن يتفهموا ما خفي من مشاعر الآباء ، وليعلموا أنه برغم عدم تعبير والديهم عن الحب لهم ، إلا أن سلوكهم يؤكد ذلك . ومن ثم مزيد من التفهم لشخصية الآباء في الأجيال السابقة ، وأن فروق جمة في تنشئة الآباء وتنشئة الأبناء .. ومن ثم فعدم نطق الآباء بكلمات الحب لأطفالهم  لا تعني وجود الكراهية لهم . ولكنهم لم يتعودوا أن يسمعوا كلمات الحب ويتبادلونها مع آبائهم ، ومن ثم هم لا يقولون أحبك لأطفالهم وأزواجهم .

 

        ويجب ملاحظة أن الحاجة إلى الحب قد تجعل الطفل عندما  يكبر  ويصبح راشدًا  في بحث دائب عن الحب  ،  دون  إعطائه ،  فهو يريد  أن يكون  موضع حب  من  زوجته ،  ولكن ليس  لديه العاطفة  تجاهها  ولا يعبر عن ذلك بكلمات الحب لزوجته .. فهو يعيش الزواج التقليدي ، يمارس الجنس دون عاطفة بفعل ميكانيزم العزل  ..  وقد يكون زوجًا مثاليًا إلا  أنه  لا يعبر عن حبه لزوجته .. وقد يؤدي ذلك  إلى  فشل  الزواج ..  لأن  المرأة  بطبيعتها  هي بحاجة  شديدة  إلى أن يبادلها زوجها المشاعر العاطفية وكلمات الحب والإعجاب .. فبالحب تكون الحياة .. والمثل الشعبي يقول : " حبيتني وحبيتك  ولما جاء عزرائيل  من محبتي دفيتك " .

 

      والطفل الذي حرم من كلمات الحب من أمه قد يجد نفسه مدفوعًا نحو الزواج من امرأة في سن أمه حيث ينكص بذلك إلى  إِشباع العلاقة المبكرة بالموضوع الأول ( الأم ) .. بينما تظل البنت  تبحث عن الحب الذي افتقدته من أبيها في شيخ هرم ، ودون وعي  منها تجد  نفسها تتحرك للبحث عن نموذج الأب .. وربما وقعت في حب شخص في سن أبيها  يكون لها زوجًا ( وأبًا ) ، لتشبع حبها المفقود .. فهي لم تحصل على حب كاف من الأب ، ومن ثم تعمل على أن تحصل على بديل للأب تعيش معه قصة حب والمثل يقول هنا " حب العواجيز طعمه لذيذ ".. ومثلما يؤدي فقدان الحب إلى النكوص للموضوع الأول ، كذلك فإن الإشباع الزائد للعاطفة والحب المبالغ فيه من قبل الأب والأم قد يؤدي إلى النكوص لمراكز التثبيت بحثًا عن النموذج الأول للحب عند معاناة الإحباط .

 

        أما إذا  استشعر  الطفل  بأن  أمه  تكرهه لكونها لا تقول له " أنا أحبك " ، فقد تتولد لديه كراهية مكبوتة تجاه أمه ، يظهر أثرها عندما يصبح راشدًا فإذا هو عدو للنساء ، وذلك بفعل عدة ميكانيزمات للدفاع هي : الإسقاط والنقل والتعميم ، فالإسقاط يأتي بنفي كراهيته لأمه بل يراها هي التي تكرهه .. والنقل يتم بإزاحة كراهيته لأمه لتتحول إلى  امرأة أخرى  تمثل نموذج للأم ( في إطار من نقل العدوان ) ، والتعميم يتم بتوجيه عدوانيته لكافة النساء وليس فقط لنموذج الأم .

 

        وحيث أن الأم هي  موضوع الحب الأول  للطفل ، ذكرًا كان أو أنثى ، فإن الطفل  ينتظر تدفق كلمات الأم المعبرة عن الحب ومشاعرها الفياضة تجاهه واستمرارية ذلك كلما كبر ..  فالطفل ينتظر من أمه بشكل خاص كلمات الحب بين حين وآخر .. فهذه الكلمات هي التي تمنحه شرعية الوجود ، فإذا غاب الحب حلت الكراهية ، وقد نصل إلى الاكتئاب ، وربما الانتحار .

 

        أيتها الأم .. قولي أحبك .. فلا يكفي أن تعبري عن حبك بملأ معدة طفلك .. قولي له أنا أحبك .. كلمة واحدة ينتظرها طفلك ، ولكن لها مفعول السحر .. قوليها .. وخذيه بين أحضانك ، وقبليه .. فدون التعبير عن حبك لطفلك  لن يتمتع بالصحة النفسية .. وستظل كلمة أحبك ثقيلة على لسانه ولن يطاوعه قلبه لقولها لك في مستقبل الأيام لأنه لم يسمعها منك ..  وعن أبو هريرة  قال : جاء الأقرع بن حابس إلى رسول الله e  فرآه يقبّل الحسن بن علي ، فقال الأقرع : أتقبّلون صبيانكم ؟!  فقال رسول الله : (نعم) ، فقال الأقرع : إن لي عشرةً من الولد ما قبلت واحدًا منهم قط ، فقال له رسول الله : ( من لا يرحم لا يرحم ) . 



كلية الآداب جامعة بنها

نبذة تاريخية عن الكلية

بدأت الجامعة كفرع لجامعة الزقازيق ففي 25/1/1976 صدر القرار رقم 1143 بإنشاء فرع لجامعة الزقازيق يضم كليات التجارة والعلوم والتربية ببنها والطب البيطري بمشتهر وأصبح الفرع يضم 12 كلية وبتاريخ 7/3/2005 صدر القرار الجمهوري رقم 84 لسنة 2005 الخاص بإنشاء جامعة بنها وفيما يلي نص القرار الجريدة الرسمية العدد 9 مقرر في 8 مارس سنة 2005 قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 84 لسنة 2005 بإنشاء ثلاث جامعات جديدة وتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات رئيس الجمهورية بعد الإطلاع على الدستور


للمزيد
كلية الآداب
  

  • روابط هامة

    أهم الروابط والصفحات على موقع كلية الآداب جامعة بنها للإطلاع عليها ( المؤتمرات - ورش العمل - الشكاوى ومقترحات - المجالات البحثية...)

    اقرأ المزيد
  • ملفات هامة

    مجموعة من أهم الملفات على موقع كلية الآداب جامعة بنها لتحميلها والإطلاع عليها (اللائحة الداخلية - الخطة الإستراتيجية - الخطة البحثية ....

    اقرأ المزيد
  • خدمات الكترونية

    مجموعة من الخدمات المتاحة للتحميل على موقع كلية الآداب جامعة بنها مثل ( طلب إنشاء الصفحة الرئيسية للسيرة الذاتية - نموذج طلب إنشاء بريد إلكتروني لأول مرة ....)

    اقرأ المزيد
  • وحدات ومراكز

    مجموعة من الوحدات والمراكز على موقع كلية الآداب جامعة بنها مثل ( وحدة ضمان الجودة - وحدة التخطيط الإستراتيجى ....)

    اقرأ المزيد

0

طالب


0

عضو هيئة تدريس

0

إدارى


0

برامج جديدة

اتصل بنا

 --------